تواصل وزارة السكن والعمران والمدينة تحضيراتها لإطلاق مشروع "عدل 3"، حيث تم مؤخراً توقيع اتفاقية مالية بين البنك الوطني للإسكان والبنوك العمومية، بهدف تمويل إنجاز الشطر الأول من المشروع، الذي يشمل 200,000 وحدة سكنية خلال عام 2025. رغم هذا التقدم، يبقى المشروع محاطاً بالعديد من التساؤلات التي طرحها المواطنون منذ الإعلان الأول عنه.
التهيئة الداخلية للمساكن... هاجس المستفيدين
من أبرز الملاحظات على برامج "عدل" السابقة، مشكلة التهيئة الداخلية للمنازل. يجد كثير من المستفيدين أنفسهم مضطرين لتغيير البلاط، الأبواب، وحتى الطلاء، مما يُثقل كاهلهم بمصاريف تصل أحياناً إلى 100 مليون سنتيم. المواطنون يتساءلون: لماذا لا تمنح وكالة "عدل" خياراً للمكتتبين لاختيار تجهيزاتهم الداخلية أثناء التسجيل؟ مثل هذا الخيار يمكن أن يوفر الوقت والتكاليف، ويضمن رضا أكبر لدى المستفيدين.
القرب من أماكن العمل... حلم يتلاشى
من أكثر ما يثير استياء المكتتبين، هو عدم مراعاة موقع السكن بالنسبة لمكان عملهم. بعد تسلّم شهادة التخصيص، يجد بعضهم أنفسهم بعيدين عن أماكن عملهم بمسافات تصل إلى ثلاث ساعات يومياً. هذا الأمر لا يؤثر فقط على إنتاجيتهم وراحتهم، بل يحد من قدرتهم على ممارسة أنشطتهم اليومية، سواء التطوعية، الرياضية، أو التربوية.
غياب المساجد... مطلب روحي واجتماعي
تساءل المستفيدون أيضاً عن غياب المساجد والمصليات في بعض أحياء "عدل" المكتظة بالسكان، حيث تضم بعضها أكثر من 1,700 وحدة سكنية. هذا النقص يدفع السكان إلى التنقل لمسافات طويلة لأداء الفرائض، كما يحرم أطفالهم من الالتحاق بالمدارس القرآنية القريبة، مما يشكل عائقاً أمام ترسيخ القيم الروحية والعلمية.
آمال وتطلعات
مشروع "عدل 3" يحمل آمالاً كبيرة للعديد من العائلات الجزائرية، لكنه يتطلب مراجعات جدية لتلافي النقائص السابقة، من خلال الاستماع لانشغالات المواطنين والعمل على تقديم حلول مبتكرة. تحقيق رضا المكتتبين يتطلب مراعاة الجوانب العملية والاجتماعية، لضمان سكن يلبي تطلعاتهم ويوفر لهم حياة كريمة ومستدامة.