المنتخب الجزائري وكأس إفريقيا في المغرب.. كرة القدم أم السيرك؟
بينما تنتظر المنتخبات الإفريقية حلول كأس أمم إفريقيا بشغف، يعيش المنتخب الجزائري وسط زوبعة من الاستفزازات المغربية، وكأن المنافسة تحوّلت من المستطيل الأخضر إلى لعبة شدّ الحبل الإعلامية. كيف لا، وقد أصبح الحديث عن مجموعة الجزائر في "الكان" أكثر مما يُقال عن المنتخب المغربي نفسه، الذي من المفترض أنه صاحب الدار!
ملعب أم مزرعة؟ توقيت أم لغز؟
حتى اللحظة، لا أحد يعلم بالضبط أين سيلعب رفاق رياض محرز مبارياتهم، هل هو ملعب جاهز أم ورشة مفتوحة؟ هل ستُلعب المباريات تحت أضواء الليل أم تحت أشعة شمس الظهيرة الحارقة؟ كل هذه التساؤلات تجعل كأس أمم إفريقيا 2025 أقرب إلى فيلم غامض من كونه بطولة قارية! لكن في المقابل، هناك شيء واضح تمامًا: كل هذا اللغط ليس بريئًا، بل هو محاولة مكشوفة لتشتيت تركيز "الخضر" عن هدفهم الأساسي—التأهل إلى كأس العالم!
تصفيات المونديال.. الهدف الأسمى!
بدلًا من الانشغال بحسابات الفنادق والبحث عن ملعب غير مجهول، على المنتخب الجزائري التركيز على تصفيات كأس العالم 2026، التي ستكون اختبارًا حقيقيًا لقوته. فالخضر أمام مواجهتين حاسمتين في مارس، تصادفان شهر رمضان، الأولى أمام بوتسوانا خارج الديار، والثانية ضد موزمبيق في الجزائر. ثم تأتي التحديات الأصعب أمام أوغندا، غينيا، والصومال، وهي مباريات لا تحتمل تضييع النقاط.
الدرس من 1986: لا تكرروا الخطأ!
التاريخ لا يرحم، والمنتخب الجزائري سبق أن ارتكب خطأً فادحًا عندما أرسل تشكيلته الأساسية إلى كأس إفريقيا 1986 في مصر، قبل 3 أشهر من مشاركته في مونديال المكسيك. النتيجة؟ خيبة أمل في إفريقيا وانهيار في كأس العالم! فهل يعيد القائمون على الكرة الجزائرية نفس السيناريو هذه المرة؟
كأس إفريقيا أم "مسرحية" إفريقية؟
الجماهير الجزائرية تدرك جيدًا أن "الكان" ليس دائمًا منصفًا، وأن العوامل الخارجية تلعب أحيانًا دورًا أكبر من مهارة اللاعبين فوق العشب. لهذا، إن تحوّلت البطولة إلى مشهد فوضوي من الضغوط والاستفزازات، فقد يكون من الحكمة إرسال منتخب رديف للمشاركة الشكلية، مع إعفاء الأساسيين من الدخول في هذه المتاهة!
الخلاصة: لا تضيّعوا المونديال من أجل "الكان"!
بين تركيز المغرب على المناورات الجانبية والتسيير المزاجي لـ"الكاف"، تبدو كأس أمم إفريقيا 2025 كأنها مصيدة أكثر من كونها فرصة. لذلك، على "الفاف" اتخاذ القرار الصائب، وإبقاء أعينها على الهدف الأسمى: التأهل إلى كأس العالم 2026، ورفع العلم الجزائري في القارة الأمريكية بدل إضاعة الوقت في حرب نفسية تُدار من خلف الكواليس!