في خطوة جريئة وغير مسبوقة، كشفت الباحثة الفرنسية إيزابيل فاها عن تفاصيل صادمة تتعلق بالجرائم الوحشية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر. في ندوة علمية نظمتها جامعة عبد الحميد ابن باديس في مستغانم، تحت عنوان "الذاكرة والانتهاكات التي اقترفها الجيش الفرنسي الاستيطاني"، اعترفت فاها بكل شجاعة أن والدها كان "مجرم حرب"، مشيرة إلى أن عائلتها تحمل حقدًا دفينًا تجاه الجزائر بسبب ما ارتكبه من جرائم.
الصدمات العائلية والتاريخ الأسود
إيزابيل فاها لم تقتصر على الحديث عن الجرائم التي ارتكبها والدها فحسب، بل تحدثت أيضًا عن اكتشافاتها المروعة التي كشفت عنها بعد سنوات من البحث في أرشيف العائلة. في حديثها المؤثر، قالت إنها صُدمت عند عثورها على صور قديمة توثق الجرائم التي ارتكبها والدها ضد الشعب الجزائري. صور كانت تُظهره في زي عسكري، مبتسمًا وفخورًا أمام جثث جزائريين، وهو ما لم تدرك معناه في طفولتها.
الآلام والبحث عن الحقيقة
كانت هذه الصور جزءًا من تجربة مؤلمة بالنسبة لها. فعندما كانت طفلة، لم تستطع أن تدرك الوحشية التي تبيّن لها لاحقًا. الصور التي التقطت أثناء الحرب الجزائرية لم تكشف عن حقيقتها إلا بعد أن اكتشفت تورط والدها في عمليات التعذيب والمجازر ضد الجزائريين. هذا الاكتشاف كان بمثابة صدمة عميقة للباحثة، التي حملت معها سنوات من الألم والشعور بالذنب.
نقل الحقيقة والتحديات المستمرة
رغم الصعوبات التي واجهتها، أكدت فاها في شهادتها أن مهمتها لا تقتصر على الكشف عن هذه الحقائق المؤلمة فقط، بل تمتد إلى إثبات تاريخ كامل تم تغييبه لعقود. وأشارت إلى التحديات التي واجهتها أثناء بحثها، من تهديدات وتحذيرات من السلطات الفرنسية التي تسعى إلى تجنب هذه الموضوعات الحساسة. على الرغم من تلك الضغوط، استمرت فاها في عملها الأكاديمي، مؤكدة أن هدفها هو كشف الحقيقة وتوثيق جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
المصدر: الخبر