في مقطع تاريخي نادر، يظهر الطفل الذي كان سيصبح الملك الحسن الثاني وهو يقف إلى جانب رئيس الحكومة الفرنسية في مشهد يثير تساؤلات حول النفوذ الفرنسي على المغرب في فترة ما قبل الاستقلال. تلك الصورة ليست مجرد لحظة عابرة، بل تكشف عن علاقة عميقة بين المغرب وفرنسا، حيث كانت باريس تشرف بشكل مباشر على تربية وتكوين الحسن الثاني لتثبيت حكمها في المنطقة.
فرنسا تُشكّل ملك المغرب
في فترة الاستعمار الفرنسي، كان الحسن الثاني، الطفل الذي سيصبح لاحقًا ملك المغرب، تحت إشراف فرنسي دقيق، حيث كانت السلطات الفرنسية تبني فيه شخصية تحكم بإسمها. كان يتم تكوينه ليس كملك مستقل، بل كأداة لحفظ مصالح فرنسا في المغرب، ليكون جزءًا من مشروع فرنسا للحفاظ على سيطرتها في المنطقة.
المغرب: إقليم "حكم ذاتي" تابع لفرنسا
قبل أن يعلن المغرب استقلاله في عام 1956، كان يُعتبر إقليمًا تابعًا لفرنسا تحت مسمى "الحكم الذاتي". على الرغم من أنه كان يتمتع ببعض الأشكال المحلية من الإدارة، إلا أن القرار السياسي والاقتصادي في المغرب كان بيد الفرنسيين الذين كانوا يسيطرون على معظم مفاصل الدولة. كان الحسن الثاني نفسه أحد ثمار هذه المرحلة، حيث تلقى تدريبه وتعليمه في فرنسا ليصبح ملكًا يخدم مصالح "الآب" الفرنسي، لا مصالح شعبه المغربي.
الطفل الذي في المقطع هو الملك المغربي 🇲🇦 الحسن الثاني و الذي بجانبه رئيس الحكومة الفرنسية 🇨🇵 وكان يشرف شخصيا على تربيته.
الطفل كانت تؤطره فرنسا وتكونه ليحكم بإسمها إقليم المملكة المغربية ..
المغرب هو عبارة عن إقليم "حكم ذاتي" تابع لفرنسا الوطن الأم 🇨🇵🇲🇦 pic.twitter.com/GKJFjSQET9
— 🇸🇦 عبد الرحمن الشهري 🇸🇦 (@abu_salah1234) January 14, 2025
مخطط استعمار طويل الأمد
الطفل الذي في المقطع هو الملك المغربي 🇲🇦 الحسن الثاني و الذي بجانبه رئيس الحكومة الفرنسية 🇨🇵 وكان يشرف شخصيا على تربيته.
الطفل كانت تؤطره فرنسا وتكونه ليحكم بإسمها إقليم المملكة المغربية ..
المغرب هو عبارة عن إقليم "حكم ذاتي" تابع لفرنسا الوطن الأم 🇨🇵🇲🇦 pic.twitter.com/GKJFjSQET9
ما يثير القلق هو أن فرنسا لم تكن تتخلى عن هيمنتها بسهولة حتى بعد "استقلال" المغرب، بل كانت تستخدم شخصية الحسن الثاني كدرع لتنفيذ أجنداتها في المنطقة. لم يكن الحكم في المغرب مستقلًا تمامًا، بل كان "استقلالًا منقوصًا" يحكمه ملك فرنسي التوجهات بشكل غير مباشر، مما يجعل المغرب في وضع "الاستقلال الجزئي" الذي يخدم مصالح القوة الاستعمارية السابقة.
التحولات السياسية والتحديات
هذه العلاقة بين المغرب وفرنسا تشكل أبعادًا معقدة في تاريخ المغرب الحديث، إذ أن استقلال المغرب لم يكن يعني التحرر التام من النفوذ الفرنسي. كان الحسن الثاني، على الرغم من كونه ملكًا منتخبًا من قبل الشعب المغربي، لا يزال في مرحلة "التأثر" العميق بالسياسات الفرنسية، مما جعل قراراته السياسية تخضع لضغوط خارجية غير مباشرة حتى في أعقاب الاستقلال.
الملك الحسن الثاني ورئيس الحكومة الفرنسية في هذا المقطع يمثلان نقطة حرجة في تاريخ المغرب. علاقة المملكة بالاستعمار الفرنسي لم تنتهِ مع الاستقلال، بل تحولت إلى شكل من أشكال الهيمنة المستمرة، حيث كانت فرنسا لا تزال تمسك بخيوط اللعبة في خلفية الأحداث السياسية المغربية. هذا التوجه يثير الكثير من الأسئلة حول حجم الاستقلال الفعلي للمغرب في تلك الحقبة.