سوق السيارات في الجزائر: بين السيارات الفارهة وحلم السيارات الشعبية
تشهد سوق السيارات في الجزائر حالة من التناقضات الحادة. فمن جهة، يتزايد الترويج لسيارات فارهة بمواصفات VIP وأسعار تتجاوز مليار سنتيم، ومن جهة أخرى، يعيش المواطن البسيط حلمًا بعيد المنال يتمثل في اقتناء سيارة متوسطة أو شعبية بأسعار معقولة.
انتقادات لحالة السوق
أعرب الدكتور مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك "أبوس"، عن استيائه من هذا الواقع عبر منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، منتقدًا وكلاء السيارات الذين يركزون على تسويق السيارات الفاخرة، في وقت يعاني فيه السوق من ندرة حادة وغير مسبوقة. وأكد أن استيراد السيارات الشعبية هو الحل الوحيد لإشباع السوق وتحقيق توازن يرضي طموحات الجزائريين.
بوادر الأمل: سيارات بأسعار معقولة
رغم التحديات، بدأت علامات السيارات في الاستجابة لمطالب السوق، حيث ظهرت نماذج جديدة لسيارات شعبية بأسعار تنافسية:
- جيلي جي إكس 3 برو “ستارت”: بسعر 197 مليون سنتيم.
- شيري تيغو برو: بسعر 199 مليون سنتيم.
موقف وزارة الصناعة
أيدت وزارة الصناعة هذه الجهود، حيث صرح الوزير السابق علي عون بأن سيارات المواطن الجزائري يجب أن تكون في متناول الجميع، بأسعار تقل عن 200 مليون سنتيم، وهو ما يعكس توجها نحو تشجيع استيراد السيارات الشعبية التي تلبي الاحتياجات اليومية للجزائريين.
توقعات 2025: تنافسية متزايدة في السوق
بحسب التقارير، تخطط العديد من العلامات المعتمدة لاستيراد نماذج جديدة من السيارات العائلية الشعبية بأسعار تقل عن 250 مليون سنتيم. هذا التوجه من شأنه أن يخلق حالة من التنافسية بين الوكلاء، مما يسهم في خفض الأسعار وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستهلكين.
الخلاصة
الجزائريون بحاجة إلى سوق سيارات يعكس واقعهم المعيشي، ويقدم لهم خيارات عملية بأسعار تناسب قدراتهم. التركيز على السيارات الفارهة لن يحل أزمة السوق، بل سيزيدها تعقيدًا. الحل يكمن في استيراد السيارات الشعبية التي تعيد الأمل إلى المواطن البسيط، وتجعل امتلاك سيارة جديدة هدفًا ممكن التحقيق.